طورت أنظمة إدارة الصيدلية آليات وأساليب العمل الصيدلي، ولم تعهد المهنة تعتمد على الكفاءة فيما يتعلق بالتركيبات الدوائية أو تداول الأدوية فقط.
فبجانب المهارات التقليدية، ظهرت مجموعة من المهارات التي ارتبطت بمجال عمل الصيدلي خاصة مع تطور أتمتة الصيدليات.
وفرضت العديد من التساؤلات نفسها حول حلول التكنولوجيا محل البشر،ودور البرامج في تقليل أو زيادة نفقات إدارة الصيدليات، وفعالية الاعتماد على الآلة مقابل فعالية الاعتماد على البشر في المهام التقليدية الروتينية أو المهام الإدارية المتقدمة.
ما الذي تغير في أنظمة إدارة الصيدلية عن الماضي؟
لم يعد الجانب العلمي فقط هو أساس عمل الصيدلي، فبالإضافة لذلك يحتاج الصيدلي المعاصر إلى الإلمام التام بالتكنولوجيا التي دخلت في صميم عمله.
حيث أصبح من الواجب على كل صيدلي بجانب معرفته بالأدوية والتركيبات الدوائية ونسب التركيبات، إجادة المهارات التكنولوجية المتطورة والتعرف على طريق العمل على برامج إدارة الصيدليات.
كما ألغت التكنولوجيا العمليات الروتينية، حيث تقوم بإجرائها البرامج بكل سهولة وسرعة، مما يعطي الصيادلة فرصة أكبر في التركيز على تنمية معارفهم المهنية ومهاراتهم الإدارية والتخطيط للنمو بأعمالهم أو التدرج الوظيفي بشكل أسرع.
هل ستحل التكنولوجيا محل الصيادلة؟
يطرح هذا التساؤل نفسه بشدة في كل المجالات حول القضاء على الأيدي العاملة أو العنصر البشري في أي قطاع تدخله التكنولوجيا، إلا أن الواقع ينبئ بغير ذلك، فلا تحل التكنولوجيا محل البشر، لكنها في المقابل تغير طبيعة الأعمال والمهارات التنافسية في كل قطاع.
وعلى مستوى إدارة الصيدلية، حولت التكنولوجيا وأنظمة الإدارة مهام الصيادلة للتركيز على التعامل مع الجمهور من العملاء، وتقديم الاستشارات الطبية، والاعتناء بجودة الخدمة، بالإضافة لإدارة العمليات والبيانات المتعلقة بالأنظمة والبرامج الإدارية.
أما فيما يخص المهام الإدارية تحول دور مديري الصيدليات من إتمام جرد المخزون وتحديد النواقص يدويا، إلى مطابقة البيانات المتاحة على البرنامج مع الواقع الفعلي، مما يحقق الأمان والسرعة.
دور أنظمة إدارة الصيدلية في تقليل أو زيادة النفقات
النفقات عنصر هام جداً عند اتخاذ قرار بالاستثمار في عنصر إداري جديد، وتسهم
البرامج والتكنولوجيا في تقليل النفقات بشكل فعال جدا عن طريق إحكام الرقابة على المخزون والإيراد البيعي، بالإضافة لتوفير الوقت المهدور في أداء عمليات روتينية.
وفي المقابل يتيح نظام الإدارة الفعال تخطيط وقت العاملين بشكل أفضل والتخطيط لرفع مستوى الخدمات بما يرقى لاحتياجات وتوقعات العملاء.
وتساعد التكنولوجيا في تمكين ملاك ومديري الصيدليات من التوسع في سلاسل دون القلق من تخطيط الطلبيات والرقابة على المخزون وتنوع المنتجات والأسعار أو الرواتب وأنظمة الحضور والانصراف وتعميم النشرات وتعليمات الإدارات الصحية على العاملين.
الآلة مقابل البشر
لا توجد منافسة حقيقية بين الآلة والبشر، فالمستقبل سواء في القطاع الصيدلي أو أي قطاع آخر يحتاج لبشر محترفين في تطوير وإدارة وصيانة النظم الإدارية الرقمية، وتخطيط الاستفادة من الأدوات الرقمية المتاحة للفوز في المنافسة على رضا العملاء.